افتتحت الدورة السادسة والثلاثون لمهرجان أيام قرطاج السينمائية في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس، حيث كانت الأجواء هادئة ومنضبطة، مما يعكس أهمية الحدث في تقديم مضمون سينمائي رصين، وشهد الحفل حضورًا مميزًا لصناع السينما من العالم العربي وأفريقيا، مما يعزز مكانة المهرجان كمنصة لسينما الجنوب والحوار الثقافي.
تحية لروح زياد الرحباني
تضمن افتتاح المهرجان تحية مميزة للموسيقار الراحل زياد الرحباني، حيث تم تقديم مقاطع من أعماله الموسيقية وعرض لقطات من مسيرته الإبداعية، مما أعاد التأكيد على دور الفن في الوجدان العربي. وقد استعرض الحفل أمين بن حمزة العديد من ملامح برنامج الدورة.
كما تم تكريم عدد من رموز السينما، حيث منحت الجوائز لكل من المخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا، والمخرج المالي سليمان سيسيه، والمخرجة البنينة بولين سومانو فييرا، والناقد اللبناني وليد شميط.
تأكيد على الثوابت الثقافية
في كلمته، أكد مدير المهرجان محمد طارق بن شعبان على أهمية الالتزام بقيم وأهداف أيام قرطاج السينمائية، وضرورة دعم سينما المؤلف التي تعكس القضايا الإنسانية. وتم تسليط الضوء على الحضور الكبير لفلسطين في الفعاليات، بدءًا من فيلم الافتتاح “فلسطين 36”.
وأشار إلى مشاركة واسعة للإنتاجات الفلسطينية في مختلف أقسام المهرجان، مما يعكس التزام المهرجان بالقضايا المهمة على الساحة العربية.
حضور مصري لافت
شهد الافتتاح أيضًا حضورًا مصريًا بارزًا، حيث شاركت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية برئاسة سيد فؤاد، ومديرته عزة الحسيني، بالإضافة إلى عدد من النقاد والمخرجين المصريين، مما يبرز التعاون الثقافي بين المهرجانين.
كما شارك الصحفي حسن أبو العلا، الذي حضرت ابنته دينا في مسابقة المهرجان بفيلم تسجيلي عن عباس صابر، وهو ما يعكس الدعم والتفاعل الأسري في المجال السينمائي.
مسابقات وأفلام متنوعة
تشمل دورة المهرجان الحالية عرض 165 فيلمًا على 14 شاشة، تتوزع بين 96 فيلمًا روائيًا و69 فيلمًا قصيرًا تمثل 23 دولة، وتمثل السينما التونسية من خلال 46 فيلمًا. تشمل هذه المنافسات أفلامًا تشارك ضمن المسابقات الرسمية بمختلف الأصناف.
تتضمن لجان التحكيم في هذه الدورة مجموعة من صناع الأفلام المعروفين، حيث ترأس نجوى نجار لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، فيما يشرف عدد من الخبراء على لجان التحكيم الأخرى.
