خطبة جمعة قصيرة ومؤثرة عن الموت ..خطبة عن الموت في عزاء

4 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

يوم الجمعة يوم مميز وهو يوم عيد أسبوعي للمسلمين حيث يذهب الناس للصلاة تاركين أعمالهم ومشاغلهم للاستماع للخطبة التي يلقيها الخطيب، والموت من أبلغ المواعظ التي يمكن أن يوعظ بها غافل وهذه خطبة جمعة قصيرة ومؤثرة عن الموت، وكما قيل قديمًا كفى بالموت واعظًا، وعبر موقع لحظات نيوز سنتعرف على خطبة جمعة مؤثرة عن الموت.

مقدمة خطبة الجمعة عن الموت

خطبة جمعة قصيرة ومؤثرة عن الموت بسم الله

والصلاة والسلام التامان الأكرمان على خير خلق الله صلى الله عليه وسلم أهل بيته الأطهار وصحابته الأخيار وارض اللهم عنهم وارض عنا ربنا واجمعنا بهم في جنات الخلد على خير غير مفتونين ولا ضالين اللهم آمين.

أما بعد قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ” واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون” سورة البقرة، وهذا موضوعنا معكم اليوم عن الموت بين العامل للقاء الله تبارك وتعالى وبين الغافل.

الخطبة الأولى عن الموت

الموت سنة الله في خلقه، قال تعالى “كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون” سورة العنكبوت، فما من نفس خلقها الله تعالى إلا وتذوق الموت في يوم من الأيام قال الله ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” سورة الرحمن.

لذلك حرى بالمسلم الحريص أن يعمل لمثل هذا اليوم، فهو والله يوم عظيم، وقد وصفه الله بالعظمة، قال تعالى ” فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم” سورة مريم، وأيضًا وصفه الله كذلك باليوم الثقيل، قال تعالى ” ويذرون ورائهم يومًا ثقيلًا” سورة الإنسان حيث تحمل كل نفس ما أسلفت من ذنوب وخطايا على ظهورهم، قال الله ” وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم” سورة الأنعام.

فكيف لا يعمل المؤمن العاقل لهذا اليوم، وهو مهما عاش في الدنيا ومهما تنعم فلن يزن ذلك يوم القيامة شيئًا وهو حسير على ما فرط في جنب الله من أعمال كانت تنفعه ولا يجهلها، فلم يغن عنه ماله وولده شيئًا وغيرهما من الأمور التي أفنى فيها عمره، وما ذلك إلا لمرض العصر وكل العصور ألا وهو مرض غفلة القلب.

فراجع نفسك في هذا الأمر ولا تكن من أهل الغفلة، فاليوم الأخر يوم الحسرة على المفرط ولا تنفع فيه الحسرة، وسماه الله يوم الحسرة لكثرة الحسرة من الناس يومئذ دون إمكانية الرجوع للدنيا من أجل حسنة، قال تعالى ” وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون” سورة مريم، فانئى بنفسك أن تكون منهم.

ولا تكن من أهل الغفلة التي تسرقك بعلم دون أن تشعر فتكون من النادمين، بل اتبع سبيل الهدى الذي تعلم، وأخرج من أسباب ما أنت فيه قبل أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله، فاليوم لك فرصة وأنت سليم قويم قبل أن يأتيك الموت بغتة وإن أجل الله حين يحين لا يؤخر، أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية عن الموت

الحمد لله

وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى أما بعد:

عباد الله جنبوا أنفسكم وأهليكم النار التي أعدها الله للكافرين، هي ليست لك فلا تطرق بابها، قال تعالى ” واتقوا النار التي أعدت للكافرين” سورة آل عمران، وقال عز وجل ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة” سورة التحريم، فلا عاقل يشترى الدنيا بالأخرة وينسى مصيره المحتوم.

ولا تأخذك الدنيا ولهوها إلى الغفلة والضلالة وغير سبيل الهدى، ولا تكن ممن قال الله فيهم ” اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم” سورة الأنبياء.

استعن بالله عز وجل وأبدأ معه في هذه الأيام المباركات بداية جديدة بتوبة خالصة له، اترك كل مسبب غفلة لك وعد إلى ربك وتبتل إليه تبتيلًا، فالله تبارك وتعالى يتوب على من تاب، قال تعالى ” فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم” سورة المائدة.

واسأله الهداية من الضلال والعون فكلنا ضالون إلا من هدى الله، واتخذ الصحبة الصالحة من أهل وأصدقاء أكثر من العمل الصالح وأهجر أهل الضلال وسبيلهم، قال تعالى ” واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا” سورة الكهف.

خاتمة خطبة الجمعة عن الموت

وفي نهاية خطبتنا نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهب لنا قلبًا خاشعًا وتوبة نصوحة وأن يباعد بينا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم ربنا لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته ولا ضالًا إلا هديته ولا مظلمومًا إلا نصرته، اللهم أنصر إخواننا المستضعفين والمجاهدين في سبيلك في كل مكان، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

كان هذا ختام مقالنا عن خطبة جمعة قصيرة ومؤثرة عن الموت، نسأل الله تعالى أن يجعل قلبنا منصتًا وواعيًا للموعظة الحسنة وأن يباعد بيننا وبين قسوة القلب، فقسوة القلب كفى بها دائًا يهلك صاحبها وتضل به السبيل، فاللهم ربنا انفعنا وانفع بنا وتقبلنا في الصالحين.