ما هي واجبات الأبناء نحو آبائهم؟! هذا ما أمرنا الله به

4 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

مهما بذل المرء وقدم لوالديه من معروف وعمل جيد، فإنه لن يبلغ القليل مما قدماه له من تربية وجهد ووقت وطاقة حتى يكون من أفضل الناس، وتوجد مجموعة من الواجبات التي يجب ألا يتجاوزها الأبناء في تعاملاتهم مع آبائهم، وعبر موقع لحظات نيوز سنتعرف على واجبات الأبناء نحو آبائهم.

ما هي واجبات الأبناء نحو آبائهم؟

ما هي واجبات الأبناء نحو آبائهم؟! هذا ما أمرنا الله به

توجد عدة واجبات يجب على الأبناء تقديمها إلى آبائهم، وهذه الواجبات كالآتي:

1- الإحسان إلى الوالدين

يكون الإحسان إلى الوالدين عن طريق برهما والعطف عليهم وعدم رفع الصوت وهما موجودين، حيث إن هذا ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة عن بر الوالدين ووجوب طاعتهما والإحسان والثناء عليهما.

وذلك ما تم بيانه في سورة الإسراء، فقال الله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الآية 23-24].

2- الإنفاق على الوالدين

من حق الوالدين على أولادهم أن ينفقوا عليهما إذا كانوا في احتياج إلى الإنفاق وكان الأبناء قادرين، ويعتبر ذلك من أعظم البر بهما، وأفضل الطرق للثناء عليهما، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم “إنَّ أطيبَ ما أكلَ الرَّجلُ من كسبِهِ وإنَّ ولدَهُ من كسبِهِ“.

كما أجمع الفقهاء على أن نفقة الوالدين الفقيرين اللذين ليس لهما مال ولا ملك واجبة في مال أبنائهما القادرين على الإنفاق.

اقرأ أيضًا: دور الوالدين في تربية الأبناء موضوع تعبير

3- طاعة الوالدين وتحريم عقوقهما

بر الوالدين يتطلب طاعتهما بالمعروف وفق ما تأمر به الشريعة، فإذا أمر الوالد ابنه بأمر محدد مشروع وجب على الابن أن يبادر فورًا إلى ذلك دون انتظار أو تأخير، أو تردد أو تأفف.

فإن كان عند الابن مانع او عذر يمنعه من تنفيذ أوامر والديه في الوقت الحالي، يعتذر إليهما فورًا بأدب ولباقة، وذكر له سبب انشغاله وعدم قدرته من تنفيذ ما طلبا في هذا الوقت.

ولكن تلك الطاعة مصحوبة بما يرضي الله عز وجل، فلا تجوز طاعة مخلوق مهما بلغت درجته إن كان يأمر بما فيه معصية ومخالفة لأوامر الله، قال الله عز وجل { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [سورة لقمان، الآية 15].

وعلى الرغم من ذلك فقد أمر الله سبحانه وتعالى من الأبناء ألا يعيقا الأبوين حتى وإن طلبوا منهم ما هو فيه معصية ولا يخرجوا عن طوعهما ويسيئوا إليهما، ولكن أن يصحبوهم ويعينهم على الخير.

اقرأ أيضًا: أحاديث شريفة عن بر الوالدين والنصوص الدينية التي حثت على طاعتهما

4- الدعاء للوالدين

من أهم وأبرز حقوق الوالدين على أبنائهما الدعاء لهما في كل وقت خلال حياتهما وبعد مماتهما، ومهما اجتهد الأبناء في بر الوالدين والإحسان إليهما فلن يؤدياهما جزء من حقوقهما والثناء على فضلهما.

قال الله تعالى في الدعاء للوالدين: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}، وقال ابن جرير في تفسير هذه الآية: “ادعُ الله لوالديك بالرحمة والمغفرة، وقل رب ارحمهما واعطف عليهما كما عطفا عليك في صغرك، فرَحِماك وربياك صغيراً، حتى استقللت بنفسك حتى استغنيت عنهما”.

اقرأ أيضًا: أقوال العلماء عن بر الْوَالِدَيْنِ | حكمة عن بر الوالدين قصيرة جدا

واجبات الآباء نحو أولادهم

مثل ما للآباء واجبات وحقوق تجاه الأبناء، فإن عليهما كذلك واجبات للأبناء حتى يتم تنشئة الأبناء وتربيتهم تربية صالحة حسب ما أمر الله ورسوله، ولذلك عليهما أن يحافظا على ترسيخ مفهوم تقوى الله سبحانه وتعالى وطاعته في نفوسهم في كل وقت وكل زمان.

ووضع الإسلام عدة قواعد أساسية لتربية الأبناء منذ ابتداء أولى مراحل حياتهم حتى يصلوا إلى سن الرشد ويكونوا وقتها في حالة استغناء عن المساعدة من والديهم، ومن أهم واجبات الآباء نحو أولادهم الآتي:

  • أن يختار الزوج الأم الصالحة التي ستقوم بتربية الأبناء بعد ولادتهم وتنشئتهم وفق قواعد الإسلام وشرائعه، فإن اختيار الأم هو الأهم لتربية الأبناء التربية السليمة.

وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ثلاثةٌ من السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ تراها تعجبُك، وتغيبُ فتأمنُها على نفسِها ومالِك، والدَّابَّةُ تكونُ وطيئةً فتُلحقُك بأصحابِك، والدَّارُ تكونُ واسعةً كثيرةَ المرافقِ. وثلاثٌ من الشَّقاءِ: المرأةُ تراها فتسوءُك وتحملُ لسانَها عليك وإن غبت عنها لم تأمَنْها على نفسِها ومالِك، والدَّابَّةُ تكونُ قطوفًا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تُلحِقْك بأصحابِك، والدَّارُ تكونُ ضيِّقةً قليلةَ المرافقِ”.

  • تعليم الأبناء وتحفيظهم شيء من القرآن الكريم وتفهيمهم أحكامه وتفسيره، وتعظيم آيات الله وسنة رسوله، واطلاعهم على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعلماء الأمة وعظمائها، حتى يسيروا على نهجهم وطريقهم.

اعتنى الإسلام بمكانة الوالدين عناية خاصة، وجعل حقهما بعد الإيمان بالله، ومن الواجب تنفيذ الأبناء لما أمر به الله سبحانه وتعالى تجاه الآباء، حتى يكون هذا سبب دخولهم الجنة وتوفيقهم في الحياة.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى