ما هو تعريف الربوبية والألوهية

ينقسم التوحيد إلى نوعين؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية؛ وهناك من العلماء من يرى بينهما فارقًا من حيث الاصطلاح والمعنى، بينما لا يرى علماء آخرون هذا الفارق الكبير؛ ومن خلال مقالنا على موقع لحظات نيوز سنعرف ما هو تعريف الربوبية والألوهية.
تعريف التوحيد
قبل التطرق إلى تعريف الربوبية والألوهية كأنواع للتوحيد؛ علينا أولًا أن نعرف ما هو التوحيد بشكل عام، حيث أن التوحيد في اللغة يعني أن تجعل الشيء واحدًا؛ أما بالنسبة إلى التوحيد في الاصطلاح الشرعي، فهو يقتضي جعل الله متفردًا بالربوبية والألوهية على حد سواء.
ويرى بعض العلماء مثل ابن القيم أن توحيد الله يكمن في الإخلاص له ومحبته، كما يتطلب عبادته والخضوع له في كل أمور الحياة؛ ويكون هذا التوحيد توحيد ربوبية وألوهية في الوقت نفسه، وهو ما سنتعرف عليه لاحقًا.
تعريف الربوبية
كلمة الربوبية في اللغة مشتقة من الرب، وكلمة الرب تأتي بعدة معانٍ؛ منها: المالك، والسيد، والمدبر؛ أما من حيث الاصطلاح، فإن توحيد الربوبية هو الاعتقاد اليقين بأن الله هو رب كل شيء، والاعتراف بصفات الله وأسمائه الحسنى.
ويتعلق توحيد الربوبية بشكل عام بأفعال الرب من خلق، ورزق، وإحياء، وإماتة؛ وما إلى ذلك من صفات يتفرد بها الله عن سواه؛ ومن الأدلة القرآنية التي تفيد ربوبية الله، قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
تعريف الألوهية
إن كلمة الألوهية مشتقة من كلمة إله، وهي تدل على التعبد؛ ومن حيث الاصطلاح، فإن الألوهية تعني عبادة الله وحده لا شريك له بجميع العبادات القولية والفعلية؛ مثل: الصلاة، والصيام، وبر الوالدين؛ وتنفي الألوهية أي آلهة أخرى عدا الله.
يتعلق توحيد الألوهية بأفعال العباد من صلاة، وصيام، وغيرها؛ كما يرتبط بمشاعر البشر تجاه الله من محبة، وخوف، ورجاء؛ بالإضافة إلى الالتزام بكافة الأوامر والنواهي؛ وفي شأن الألوهية، يقول الله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
ما هو تعريف الربوبية والألوهية
يرى بعض العلماء وجود فرق بين نوعي التوحيد؛ وهو يتمثل في كون توحيد الربوبية يرجح الدلالة العلمية على وجوب وجود خالق للكون، في حين يكون توحيد الألوهية بمثابة تطبيق عملي للإيمان بالله من خلال ممارسة الطقوس والعبادات.
بينما يرى علماء آخرون أن لا فرق بين الربوبية والألوهية، واستدلوا على ذلك بعدم قول النبي صل الله عليه وسلم أو أصحابه بهذا التقسيم؛ كما وجدوا أن سؤال الملكين في القبر يتضمن عبارة (من ربك؟) وليس (من إلهك؟)، فلو أن هناك فرق بينهما كان ليتم توضيحه.
وانتهى العلماء إلى قول الإباحة في تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية، حيث لا توجد محاذير شرعية واضحة في هذا الشأن؛ كما أن بينهما تلازم في الإسلام، وهذا يتضح جليًا في آيات القرآن الكريم، حيث لم يكتف الله بكلمة رب أو إله دونًا عن الأخرى.
هنا نختم مقالنا بعد أن تناولنا ما هو تعريف الربوبية والألوهية؛ حيث يظهر أن الربوبية تدل على وجوب وجود الله وصفاته، بينما تدل الألوهية على عبادة الله وحده؛ وقد اختلف العلماء فيهما، إلى أن وجدوا أنه لا ضير في هذا التقسيم، فكلا النوعين متلازمين في الإسلام على أية حال.