قصة الجدة الحكيمة.. قصص قصيرة قبل النوم

5 أشهر منذ
Aml ahmed fareed

تعتبر قصة الجدة الحكيمة هي من أفضل قصص للأطفال في وقت قبل النوم، حيث تدور أحداثها حول رجلين وجدة عجوز، وكيف ستحل الجدة المشكلة التي تخص أحدى الرجلين مع الآخر بذكاء شديد، فلذلك هذه القصة تعد من أفضل قصص الأطفال، سنكمل باقي تفاصيل هذه القصة الجميلة الممتعة من خلال السطور التالية.

بداية قصة الجدة الحكيمة

قصة الجدة الحكيمة
قصة الجدة الحكيمة

عشت وأنا صغيرة لفترة مع جدتي، هذه العجوز التي لم تنل قسط كافي من التعليم، لكن رزقها الله عوض عن هذا حكمة فطرية عجيبة وإيمان عميق، كانت تمر بالبيت أحياناً ظروف اقتصادية صعبة مثلما يحدث في العديد من بيوت البشر لأي سبب، ولا يستطيع خالي إرسال مال لها باستمرار، ولا أدري كيف كانت تدبر أمر البيت إلى أن تمر هذه الأزمة بسلام.

لكن في يوم من الأيام كان يوم لا أنساه أبداً، حيث مرت جدتي بأزمة مفاجئة لم تكن في الحسبان، نزلت للسوق لتشتري بعض الأشياء فضاع منها كيس نقودها أو سرقة أحدهم لا نعلم، فعادت للبيت ودخلت وهي شاردة نحو خزانة الملابس لتخرج أخر ما تبقى من نقود، وأنا لا أنساها حين تسمرت وهي تنظر للخمسة دنانير الباقية في البيت كله.

ثقة الجدة الحكيمة بكرم الله

وأمسكت بها لدقيقة كاملة تنظر إليها وكأن نهر من الأفكار والحسابات المعقدة التي تمر بعقلها وظهرت لأول مرة في عيني المرأة القوية دموع الحيرة والعجز، ثم كأنها قررت حل مفاجئ، فالتفتت إلي بحماسة وتصميم تطلب مني أن أقوم بمساعدتها فيما ستفعله، لكن ما طلبته كاد يصيبني بالجنون، فطلبت مني أن أنزل لشراء عشر بيضات وربع كيلو عدس، فظننت أنها تقوم بطبخه لنا.

ولكن أخذت تطبخ العدس في استغراق وإتقان، وتصاعدت رائحته الجميلة لتغمر أرجاء البيت، وقامت بسبق البيض، وسخنت بعض أرغفة الخبز، فوضعت بعض الملح والفلفل في ورقة صغيرة، ثم أخذت كل هذا، ثم نزلت الشارع، وأعطت الطعام لبعض الفقراء في الحي.

كرم الله عز وجل

  • كدت أجن، فنفذ ما عندنا من مال.
  • فصرخت فيها:كنت أعطني بيضة منهم يا جدتي على الأقل.
  • ولكن وكأنها قرأت ذلك في عيني المذهولة.
  • فقالت في إيجاز وثقة كلمتين فقط:اصبري، وانتظري.
  • فعدنا للبيت قبيل العصر، ولم يكن أمامنا إلا أن ننام لبعض الوقت، لكننا استيقظنا على صوت طرق مزعج لباب البيت.
  • فإذا بولد ممن يبيعون في السوق يسألها: كيس الفلوس هذا أهو لكي يا جدتي ؟؟

كان سقط منها أمام محله، وحاول اللحاق بها فتاهت منه في زحمة السوق، باستمرار ولأنه أمين فقد سأل الباعة حوله بعد نهاية السوق عن من يعرف بيت السيدة التي مواصفاتها كذا وكذا والتي تأتينا كل أسبوع فأرشده إحدى البائعات لبيتنا، حيث لم تمض ساعة، حتى ارتفع صوت طارق آخر، فإذا بصديق لخالي عاد من سفر ليعطينا دين عليه لخالي اقترضه قبل السفر مع هدايا وحلويات.

  • يومها قالت لي جدتي:يا ابنتي، اللقمة تزيح النقمة، فكلما ما تضيق بك أطعمي فقير أو سائل أو يتيم، فهذه هي الثمرة التي جنيناها.

تابع المزيد: قصة ملابس الإمبراطور الجديدة

اليقين بالله عز وجل ( قصة الجدة الحكيمة)

قصة الجدة الحكيمة
قصة الجدة الحكيمة
  • قلت لها ضاحكة: حسناً ولكن ليتنا كنا طبخنا شيء أخر غير العدس.
  • قالت: إن العدس ذكر في القرآن الكريم، وأنا أحبه لهذا أطعم ما أحب يا عزيزتي، قدمي للناس من اللقمة التي تحبيها، فالله سيحلي زادك ويفك كربك.

وكبرت بعدها وعرفت التأصيل الشرعي لثقافة جدتي فعرفت الحديث القدسي:(أنفق يا ابن آدم أنفق عليك).

وتعلمت من قول الله تعالى:(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، وهو خير الرازقين).

فلم تكن جدتي تحفظ هذه النصوص، لكن هذا اليقين يسري في كيانها كله، كانت في أيام الشتاء الباردة تسلق البيض وتوزعه على عساكر المارة من الناس الفقراء والمحتاجين، فكبرت وقرأت العديد عن فضائل الإنفاق في سبيل الله وآثاره على العبد في الدنيا والآخرة، فاستقبلته في يقين من عاين كل هذا بعينيه، ورأى كيف يستر الله أسرة بسيطة قليلة الرزق وكبيرة العدد خلال سنوات ويعبر بهم نهر الحياة في بساطة وبركة ويسر.

إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقالنا والذي من خلاله تم سرد قصة الجدة الحكيمة، والتي تعلمنا أن التعامل مع الله تجارة رابحة، وأن من تعامل مع الله عرف كرمه ولطفه ورحمته، فقط تعامل معه بيقين.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى