هل كان الرسول يصوم رمضان كاملا؟
إن صيام رمضان من الفروض الواجبة على المسلمين؛ لكن كم مرة صام النبي رمضان؟ و هل كان الرسول يصوم رمضان كاملا؟ بمعرفة الجواب على تلك الأسئلة يتعرف المسلمون على سنن النبي بشكل أفضل؛ وفي موقع لحظات نيوز نتعرف على مراحل الصيام وأول من صام من الأنبياء، والحكمة من تشريع الصوم.
مراحل فرض صيام رمضان في الإسلام
من أجل معرفة هل كان الرسول يصوم رمضان كاملا، علينا أولًا التطرق إلى فرض صوم رمضان في الإسلام، حيث فرض الصيام على المسلمين أثناء السنة الثانية للهجرة، وقد مر هذا الفرض بثلاث مراحل كالتالي:
- المرحلة الأولى: فيها كان للمسلم أن يختار بين صيام الشهر أو دفع الفدية عن إفطار أيامه لقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ),
- المرحلة الثانية: هنا صار الصيام فرضًا على كل بالغ عاقل منذ طلوع الفجر وحتى الغروب، لقوله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ),
- المرحلة الثالثة: وجوب قضاء الأيام التي يفطرها المريض أو المسافر في رمضان، لقوله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ),
هل كان الرسول يصوم رمضان كاملا؟
عرفنا فيما سبق أن صيام شهر رمضان كان قد فرض على المسلمين خلال العام الثاني من الهجرة، ومن المعروف كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول من صام رمضان في الإسلام.
وقد توفي النبي في العام الحادي عشر من الهجرة، وهو ما يعني أنه صام رمضان حوالي تسع مرات في حياته؛ ولم تذكر المصادر ما إذا كان قد صام أيام الشهر كاملة أو لا، إلا أنه من المعروف أنه كان يصوم أيامًا أخرى كذلك.
وقد حث الله تعالى المسلمين على صيام أيام رمضان كلها إن أمكن، فقال تعالى: (لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)؛ وقد يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو خير من اقتدى بالآية الكريمة، والله أعلم.
ما الأيام التي صامها النبي؟
لقد صام الرسول صلى الله عليه وسلم أيامًا أخرى قبل أن يفرض الله صوم رمضان في الإسلام، حيث صام كل من الأيام البيض ويوم عاشوراء أسوة بأنبياء الله آدم وموسى عليهما السلام.
وعند فرض الصيام، صارت هذه الأيام من السنن المستحبة؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم أيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، وفقًا لما جاء في بعض الروايات.
وقد صام النبي كذلك العشر الأوائل من ذي الحجة، وفي الحديث التالي عن أمهات المؤمنين يتضح لنا الأيام التي اعتاد النبي صومها: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم العشر، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر والخميس),
الحكمة من تشريع الصيام
إن الصيام من العبادات القديمة التي فرضها الله كذلك على الأمم السابقة قبل الإسلام، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وقد جاء هذا الفرض لحكمة ما، حيث يهدف الصيام إلى الفضائل التالية:
- القرب من الله عز وجل من خلال استشعار مراقبة الله لعباده,
- جهاد النفس وكبح جماحها، وتهذيبها بالامتناع عن الشهوات قدر المستطاع,
- ترسيخ الإحساس بالفقراء والمساكين في هذا الشهر أكثر من غيره، حيث يمتنع المسلم عن الطعام والشراب؛ مما يزيد من الرحمة في القلوب,
- تعليم الصبر على الشدائد، مما يجعل إيمان المرء وإرادته أكثر قوة,
- فرصة عظيمة لمضاعفة ثواب العبادات والأعمال الصالحة، إلى جانب استجابة الدعاء وقبول التوبة بإذن الله,
هنا نكون قد أجبنا على سؤال هل كان الرسول يصوم رمضان كاملا، إذ لم ترد المصادر بما يفيد ذلك بشكل قاطع؛ إلا أنه من المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس حرصًا على الطاعات خلال أيام الشهر الفضيل، كما كان يصوم أيامًا أخرى قبل فرض صيام رمضان.
تابعوا جريدة لحظات نيوز عبر Google News
