حكم المباركه بشهر رجب وحكم صيام شهر رجب كاملا

هل يجوز التهنئة ببداية الشهور الهجرية؟ ما حكم المباركه بشهر رجب؟ تعد تلك الاستفسارات من أكثر ما يرغب في معرفة إجاباتها عدد كبير من المسلمين؛ وذلك لأن هناك بعض الأفعال والسلوكيات التي يقوم بها الكثيرون في الشهور الهجرية عامةً وشهر رجب على وجه الخصوص، وكل هذا ما سنقوم بعرضه عبر جريدة لحظات نيوز مع معرفة حكم صيام شهر رجب كاملًا.
حكم المباركه بشهر رجب
بالتزامن مع بداية أي شهر هجري وخاصةً شهر رجب يُقبل الناس على بعضهم بالمباركات وعبارات التهنئة بقدوم الشهر بل إن هناك من يقيم الاحتفالات أيضًا، لكن هنا لا بد من الوقوف على حكم شرعي مؤكد يبين هل تلك الأفعال جائزة شرعًا أم لا.
في هذا الصدد نشير إلى أن أهل العلم تباينت آرائهم حيال هذا الموضوع؛ فمنهم من ذهب إلى أنه بدعة ولا يجوز شرعًا؛ ذلك لأنه لم يُرد أي نصٍ شرعي يثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يتبادلون التهانئ بمناسبة شهر رجب.
في حين أن مجموعة أخرى من العلماء رأت أن المباركة بشهر رجب هو من الأمور المباحة؛ بمعنى أنه لا يندرج تحت البدع لكنه في ذات الوقت لا يمكن الجزم بأنه من السنن.
أما الفئة الأخير فرجّحت أن المباركة بشهر رجب من الأفعال المستحبة؛ وذلك لأنها تعمل على توطيد أواصر الألفة والودّ بين الناس، علمًا بأن الفاصل في هذا الأمر هو نية المسلم؛ فإذا كان يقصد التعبّد فلا يجوز وإن لم يقصد جاز له ذلك والله أعلم.
حكم صيام شهر رجب كاملا
في إطار التعمق في بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بشهر رجب لا بد من ذكر حكم صيام هذا الشهر كاملًا؛ إذ يظن كثيرٌ من الناس أن الشهور الهجرية كلها لها نفس فضل شهر رمضان ولا بد من صيامها.
إلا أن الأمر مختلف فيما يخص صيام رجب لأن أهل العلم رجحّوا أن صيام رجب مكروه وخاصةً لو كان كاملً؛ لأنه كان من الشهور التي يعظمها الناس في زمن الجاهلية.
أيضًا باقتفاء السيرة النبوية لا نجد أي حديث ينص على الأمر أو حتى الإباحة بصيام رجب كاملًا، بل على العكس الحديث المذكور في هذا الصدد والذي يستدل به العلماء في حكمهم بأن الشهر الذي ذكر فضل صيامه بعد رمضان كان شعبان وليس رجب هو ما يلي:
“عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ” [رواه البخاري].
تجدر الإشارة هنا إلى أنه حسب أقوال أهل العلم إن تعمّد المسلم أن يصوم رجب من أجل فضله لذاته سواءً كان كاملًا أو ناقصًا ليس من الدين في شيء، لكن الصوم بشكلٍ عام في هذا الشهر لا حرج فيه سواءً صيام قضاء، الاثنين، الخميس وهكذا ويُكتب له الثواب بإذن الله.
اطلعنا على حكم المباركه بشهر رجب بالأدلة الشرعية وكذلك حكم صيامه كاملًا، وعلى الرغم من أن تلك الأمور قد تبدو ثانوية ومن غير المهم السعي بهذا القدر من أجل معرفتها، إلا أن هذا السعي ينمّ عن حرص المسلم على عدم فعل أي شيء إلا وهو داخل إطار شرعي وهذا أمرٌ محمود.