قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال (15) | قصة عودة يوسف عليه السلام إلى أبيه يعقوب

5 أشهر منذ
كريم احمد الحسيني

يبحث الكثير من الآباء، والمعلمين، ومقدمي الرعاية عن قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال، لاستخلاص أجمل الدروس، والعبر، والقيم لتعليمها للأطفال، لذلك يعرض موقع لحظات نيوز قصة عودة يوسف عليه السلام إلى أبيه يعقوب، ولقاؤه بإخوته، مع ذكر أهم وأبرز الدروس والعبر مستفادة من قصة يوسف وإخوته.

لقاء يوسف بإخوته

قصة عودة يوسف عليه السلام إلى أبيه يعقوب

قدر الله تعالى أن يلتقي يوسف بإخوته في السنين العجاف أثناء المجاعة، في وقت عم فيه القحط واشتدت السنين على الناس، وكانت مصر على استعداد لسنين الجفاف نتيجة لتفسير يوسف لرؤيا الملك التي تنبأت بوجود سبع سنين من كثرة الزرع، والحصاد، والمطر، بعدهم سنين من القحط، مما جعل يوسف مسؤول عن خزائن مصر للاستعداد لما سيأتي من خلال حفظ إنتاج سنين الحصاد.

خرج أهل فلسطين ومن ضمنهم إخوة يوسف إلى مصر للرجوع بمؤونة من الغذاء إلى أهلهم، وكان يوسف في ذلك الوقت عزيز مصر أي ما يعادل في عصرنا الحالي وزير الاقتصاد والمالية، وحين دخلوا على يوسف –عليه السلام- لم يعرفوه، لكنه عرفهم وطلب منهم أن يأتوا بأخ لهم أصغر منهم وكان يقصد بنيامين أخيه من أمه، وأخبرهم إن امتنعوا عن ذلك فلن يعطيهم مؤونة الغذاء.

فعادوا إلى فلسطين ليخبروه بطلب عزيز مصر، وليقنعوه أن يأخذوا معهم بنيامين، لكنه رفض بشدة عندما تذكر ما فعلوه بيوسف -عليه السلام- قبل ذلك، ثم قاموا بتفتيش أمتعتهم ووجدوا داخلها أموالهم ومؤونهم.

فأخبروا أباهم بذلك موضحين له أنه عند أخذهم لأخيهم سيزيد من المؤن التي سيحصلون عليها، فقبل يعقوب –عليه السلام- بذلك وقال لهم: {لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [سورة يوسف: الآية 66].

رجع إخوة يوسف إلى مصر ومعهم أخيهم الأصغر بنيامين، ودخلوا على يوسف وأراد يوسف أن يبقي أخاه عنده في مصر، فقام بتدبير حيلة وأمر رجال القصر أن يضعوا كأس الملك الذي يشرب فيه في متع أخيه بنيامين.

وعندما بدأ إخوة يوسف في الخروج، نادى عليهم منادى من رجال يوسف، وأخبرهم أنهم متهمين بالسرقة، وأن السارق سيصير عبدًا عند الملك، وعندما قام الجنود بتمثيل البحث عن الكأس اخرجوه من متاع أخيه، فقام يوسف بإبقائه عنده في مصر كجزاء له على سرقته.

ورجع إخوة يوسف إلى أبيهم يعقوب وأخبروه بما حدث، وطلبوا منه أن يسأل القافلة التي جاءت معهم، أو القرية التي كانوا فيها ليثبتوا صدقهم فيما قالوا، لكنه لم يصدقهم وقال لهم: {بلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [سورة يوسف: الآية 83].

وحزن يعقوب –عليه السلام- حزنًا شديدًا، وكان قد أصيب بالعمى من قبل من شدة بكائه على يوسف، ولامه أولاده كثيرًا لأنه يذكر يوسف بكثرة طوال الوقت، وأمر يعقوب أولاده بالعوة إلى مصر للبحث عن إخوانهم بنيامين ويوسف، وأخبرهم ألا ييأسوا من رحمة الله تعالى، وأن يكنوا على أمل في العثور عليهم، فأطاعوا أمر أبيهم وعادوا إلى مصر.

عودة يوسف إلى يعقوب وتحقيق رؤيا يوسف

بعد رجوع إخوة يوسف على مصر دخلوا إلى عزيز مصر يوسف وقالوا له: {يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [سورة يوسف: الآية 88]، ورجوه أن يرحم ضعف أبيهم الكفيف من فراق أبنائه، وأن يتصدق عليهم ليعودوا إلى أهلهم بالمؤون والغذاء.

وعندما علموا أنه يوسف أخيهم، طلبوا منه أن يسامحهم، فقال لهم يوسف: {لا تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين} [سورة يوسف: الآية 92]، وارجع يوسف سبب فعلهم لظلمهم لأنفسهم وجهلهم، وقام بإعطائهم قميصه وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم يعقوب وأن يلقوه على وجه أبيهم ليسترد بصره.

وعند رجوعهم شعر سيدنا يعقوب بريح يوسف، وألقى البشير القميص على وجه يعقوب فعاد له بصره، وطلبوا أبنائه منه الاستغفار والمسامحة، فسامحهم وخرجوا جميعًا إلى مصر ليلتقوا بسيدنا يوسف -عليه السلام-، وعندما دخلوا عليه سارع إلى أبويه وجعلهم بجانبه على العرش، وسجدوا له إخوته.

وعندما رفعوا رؤوسهم ذكره أبه برؤياه التي قد رآها من قبل وهو صغير، وحمد يوسف الله تعالى على ما أنعمه عليه من الحرية والمكانة والملك، وعلى صلاح ما بينه وبين إخوته، وعلى مجيء أبويه.

دروس وعبر مستفادة من قصة يوسف

قصة يوسف مليئة بالعبر والمعاني التي تعمل على رفعة المستوي الأخلاقي والإيماني للمؤمن، وترتكز القصة على ثلاث محاور رئيسية، وهي:

  • الثقة في تدابير الله تعالى للعبد، والثقة في أنه سيرعاه في كل الأوقات.
  • ترك اليأس من رحمة الله تعالى، فيتوكل العبد على ربه، ويكون على يقين بوجود حكمة قد يعلمها في وقت ما وقد تخفى عنه.
  • الصبر عند البلاء ووقوع المصيبة، والاستسلام لقضاء الله وقدره، والدعاء له، وإرجاع الفضل إليه.

وهناك دروس وقيم أخري مستفادة من قصة يوسف، منها ما يلي:

  • الحسد من أسوأ الصفات التي قد تؤدى بالإنسان للعديد من الأفعال السيئة.
  • الاستماع لنصائح الأهل، واليقين بأنهم يحبون الخير لأبنائهم.
  • التسامح والغفران، فقد سامح يوسف إخوته بعد أن التقى بهم، وأرجع فعلهم به إلى الجهل، ونزغ الشيطان.
  • الصبر على مواجهة الصعوبات، مثلما كان يفعل سيدنا يوسف-عليه السلام-.
  • عدم التفرقة بين الأبناء مهما كانت أعمارهم.

في نهاية المقال يكون قد تم سرد قصة عودة يوسف عليه السلام إلى أبيه يعقوب، بداية من لقاء يوسف بإخوته في مصر، مرورًا بإحضار أخيهم بنيامين وبقائه في مصر، وحتى عودة يوسف إلى يعقوب وتحقيق رؤيا يوسف ولم الشمل.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى