ما هو سبب تسمية سورة الشورى

تدبر كلام الله عز وجل هو من صفات المؤمنين، فما هو سبب تسمية سورة الشورى؟ فهي من السور المكية باستثناء بعض آياتها، وقد قامت الحياة في الإسلام على مبدأ الشورى، حيث اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ، ومن خلال موقع لحظات نيوز سوف نعرض مقاصد سورة الشورى.
ما هو سبب تسمية سورة الشورى
سبب تسمية سورة الشورى هو تأكيدًا على أهمية الشورى في الإسلام، وأنه يجب على المؤمنين اتباع هذا المنهج لما له من أثر بالغ في حياة الفرد المجتمع، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى:38].
يعتبر المُراد بالشورى في الإسلام هو طلب الرأي من الناس، فقد استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فيما يخص الحروب والغزوات، فالشورى فيها صلاح للناس، حيث تؤدي إلى اتخاذ القرارات الصائبة.
وتسمى السورة ايضًا “حم عسق” وأُخذ هذا الاسم من السلف الصالح، كما أطلقه الإمام البخاري في تفسيره.
سبب نزول سورة الشورى
نزلت بعض سور القرآن الكريم لأسباب معينة، وبعض آيات سورة الشورى نزلت لأسباب خاصة، وفيما يلي هذه الآيات مع ذكر سبب نزولها:
- قال تعالى: {ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى:23].
- نزلت هذه الآية الكريمة بعدما قام بعض الصحابة من الأنصار بجمع الأموال للنبي صلى الله عليه وسلم، وأتوا به إليه، وأخبروه بأنه بحاجه لهذا المال لسد الحقوق، فنزلت هذه الآية لتوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يبغى من دعوته جمع المال.
- قيل إن هذه الآية نزلت بعد زعم المشركين أن النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضى المال مقابل دعوته.
- قال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى:27].
- نزلت هذه الآية في أهل الصُّفة الذين كانوا يتصفون بالفقر المضجع، فلما رأوا أموال وأملاك يهود بني النضير، سألوا الله عز وجل أن يوسع عليهم دنياهم ويرزقهم مثلما رزقهم.
- قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى:51].
- نزلت هذه الآية بعدما طلب اليهود من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكلم الله عز وجل، وأن ينظر إليه مباشرة، كما كلم الله موسى عليه السلام، واشترطوا ذلك الأمر لدخولهم الإسلام، فنزلت هذه الآية الكريمة.
مقاصد سورة الشورى
بالتأمل في سورة الشورى نجد أن لها عدة مقاصد، قد تضمنت موضوعات في غاية الأهمية، وفيها يلي بعض مقاصد سورة الشورى:
- الإقرار بأن الله عز وجل هو مصدر جميع الرسالات السماوية، وإشارة أن تعدد التشريعات لا يدل على اختلاف مصادرها.
- مغفرة الله لذنوب المسلمين، وقبول التوبة، وفيها بشارة للمؤمنين بعظيم الأجر والثواب في الآخرة.
- في الآية بيان لعدد من الظواهر الطبيعية والكونية، للدلالة على أن الله سبحانه وتعالى هو خالق السماوات والأرض وما بينهما، ولذلك فهو وحده المستحق للعباده لا شريك له، وأنه يجب الالتزام بأوامره، واجتناب نواهيه.
- في السورة حث على التمسك بالأخلاق الحميدة مثل: التسامح، والصبر.
- الرد على المشككين بالبعث والجزاء.
من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا ما هو سبب تسمية سورة الشورى، فقد أكد الدين الإسلامي على اتباع منهج الشورى، وقد التزم الرسول صلى الله عليه وسلم به، وكان يشاور الصحابة في أمور الغزو والحرب، كما تشاور الصحابة فيما بينهم.