مقاصد سورة المرسلات | سبب تسمية سورة المرسلات بهذا الاسم

5 أشهر منذ

كريم احمد الحسيني

سور القرآن الكريم تحمل مقاصد وعبرة تستلزم الوقوف عليها، ومنها مقاصد سورة المرسلات، فإنك إن وقفت على كل سورة من سور القرآن الكريم تجدها بنيان كامل بمعانيه وعبره ومقاصده، تأسرك بألفاظها وطريقة سردها، وتزيدك مقاصدها إعجابًا وتعجبًا فمن خلال موقع لحظات نيوز نقف على مقاصد سورة المرسلات، وسبب نزولها وتسميتها.

سبب تسمية سورة المرسلات

مقاصد سورة المرسلات | سبب تسمية سورة المرسلات بهذا الاسم

من طرق تسمية السور في القرآن تسمية السورة بأول كلمة فيها، وهذا هي الطريقة المتبعة في هذه السورة حيث وردت ” المرسلات في أول آية لها، وهي قوله تعالى: ” وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا“، وقد تسمى كذلك ب ” العرف” أو ” عرفًا” لورود لفظ العرف في أول آية.

وقد انقسم العلماء في تفسير لفظ المرسلات على قسمين، نوضح كل منهم بشكل تفصيلي:

المرسلات عرفًا: تعني الرياح تتبع بعضها بعضًا، إليه ذهب ابن مسعود، وابن المثنى.
المرسلات: هي الرسل ترسل بالمعروف أي الملائكة، وإليه ذهب أبو كريب وعبد الحميد السكري.

شاهد ايضاً: فضل آخر ثلاث آيات من سورة البقرة | فضل آخر عشر آيات من سورة البقرة

مكان وسبب نزول سورة المرسلات

المرسلات سورة مكية، عدد آياتها 50 آية، وترتيبها 77 في سور المصحف، وقد نزلت بعد سورة الهُمزة.

لم يأت في النصوص الشرعية أو كتب التفسير وعلوم القرآن سبب واضح لنزولها، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم اجتمع مع أصحابه في غارً بمنى، وعند إذن نزلت عليه السورة.

ويدل على هذا حديث ابن مسعود في البخاري، حيث قال: ” بيْنَما نَحْنُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَارٍ بمِنًى، إذْ نَزَلَ عليه: (والمُرْسَلَاتِ) وإنَّه لَيَتْلُوهَا، وإنِّي لَأَتَلَقَّاهَا مِن فِيهِ، وإنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بهَا”.

شاهد ايضاً: قارن بين قصص الانبياء التي ذكرت في سورة الشعراء

مقاصد سورة المرسلات

نجد أن سورة المرسلات ترتبط ارتباطًا عجيبًا بالسورة التي قبلها، وهي سورة الإنسان لسببين:

اختتم الله سبحانه وتعالى سورة الإنسان أن كل فريق سيجد ثمرة عمله، فتوعد للكافرين بعذاب أليم، ووعد المؤمنين بالمغفرة والرحمة، ثم أقسم في بداية المرسلات أن هذا الوعد واقع.
جاء ذكر أحوال المؤمنين والكافرين يوم القيامة في سورة الإنسان بإيجاز، ثم أطنب في سورة المرسلات في وصف أحوالهم بالتفصيل.

وقد حوت السورة معانٍ ومقاصد عظيمة، نذكر منها عدة نطاق هامة وضرورية للمسلم:

وصف لعظمة الله سبحانه وتعالى وبيان قدرته، فهو الذي خلق الخلق، مدبر الأمر كيفما يشاء، ويصطفي من عباده من يشاء للتبليغ والرسالة.
تهديد للكافرين وتذكيرهم بما حل بالأمم السابقة من عذاب وهلاك بسبب كفرهم بالله وجحدهم نعمه.
ذكر بعض النعم التي أنعم الله بها على خلقه.
ذكر مثوى المؤمنين؛ وهو التنعم بخيرات الجنة يوم القيامة، ومآل الكافرين وهو العذاب الأليم.
تذكير الكافرين بألا تخدعهم نعم الدنيا فهي زائلة وأن الله يمهلهم ليس إلا.

شاهد ايضاً: الدروس المستفادة من قصة اصحاب الجنة في سورة القلم

فضل سورة المرسلات

وأخيرًا، إليكم سورة المرسلات كغيرها من سور القرآن لها فضائل عدة من أبرزها وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لها بأنها شيبته فقد قال ابن عباس: ” قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ” رواه الألباني.

وبهذا اتضحت معاني السورة ومقاصدها، فهي تتحدث عن عظمة الله وقدرته وتدبيره وتصريفه في الأمر حسب مشيئته سبحانه، من أجل ذلك حقٌ لها إذن أن تشيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.